دأت في تونس، اليوم الاثنين، أعمال الدورة الـ 41 لمجلس وزراء الداخلية العرب، بمشاركة وزير الداخلية مازن الفراية.
وقال الفراية، في كلمة بافتتاح أعمال الدورة، إن الأردن استنفر كل الإمكانات المتاحة للحد من المأساة الإنسانية التي يتعرض لها الأهل في غزة، مشيرا إلى المستشفيين الميدانيين اللذين تديرهما المملكة جنوب وشمال غزة، والمساعدات التي تعمل على إنزالها جوا وإيصالها برا للمحاصرين في القطاع، واستقبال عدد من مرضى السرطان والمصابين بشدة لتلقي العلاج في المستشفيات الأردنية داخل المملكة.
وأضاف أن الحرب في غزة تزداد ضراوة ووحشية، وتتعمق معاناة أبناء القطاع الذين بات معظمهم مشردون وبلا مأوى، وتزداد فيه التداعيات الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية والصحية للحرب.
وبين أن الكثير من العائلات الغزية فقدت عزيزاً وهجرت بيتاً، ولا تجد علاجا لأبنائها المصابين، داعيا المجلس إلى تقديم ما يمكن من إسناد وإغاثة للعائلات المـشردة، واستقبال الجرحى، في ظل هذا الظرف الإنساني الصعب.
وأوضح الفراية أن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، تعد الجهة المركزية في تقديم الدعم والخدمات العامة من صحة وتعليم ورعاية عامة للاجئين الفلسطينيين في غزة والأراضي الفلسطينية الأخرى وكذلك اللاجئين الفلسطينيين في الدول العربية المستضيفة لهم ومن ضمنها الأردن.
وتابع أن الوكالة الأممية باتت تواجه ظروفا صعبة ميدانية وأخرى تمويلية، بعد أن أوقفت بعض الدول تقديم التمويل اللازم لها، بسبب الادعاءات الإسرائيلية غير الصحيحة حول بعض موظفي الوكالة.
وأوضح أن النقص في التمويل المقدم للوكالة والذي قد يصل إلى 450 مليون دولار؛ سيؤثر بشكل كبير على قدرتها على الإيفاء بالتزاماتها المختلفة، ما يتطلب منا جميعاً كل حسب قدرته دعمها خاصة في هذه الظروف الصعبة التي تعتبر فيها هذه الوكالة الملاذ الأخير لأكثر من مليون و700 ألف نازح على الأقل في غزة وحدها.
وقال"إننا في المملكة الأردنية الهاشمية ما زلنا نعتقد أن الكارثة في غزة وغيرها من الكوارث سواء الطبيعية أو تلك التي من صنع البشـر تؤكد ضرورة العمل على إيجاد مركز إقليمي للإغاثة يكون معنياً بتدريب القوى البشرية ووضع الخطط والاستراتيجيات اللازمة لتقديم الإسناد والإغاثة الجماعية الموحدة والمنسقة وإجراء التمارين لممارسة هذه الخطط التنفيذية"، داعيا الأمانة العامة للمجلس إلى النظر في آليات إنشاء مثل هذا المركز مستقبلاً.
وأشار الفراية إلى آفة المخدرات، مبينا أن الأردن يواصل بمشاركة قواته المسلحة الأردنية – الجيش العربي، والأجهزة الأمنية التصدي لعمليات تهريب المخدرات بكافة أنواعها لمنع انتشارها ودخولها إلى الأراضي الأردنية ومنها إلى دول الجوار.
وأكد أن آفة المخدرات باتت من القضايا التي يصعب علاجها داخل الغرف المغلقة؛ لما تشكله من خطر يهدد أبناءنا وبناتنا ويزعزع مجتمعاتنا، مشيرا إلى ما تشكله المخدرات من دافع أساسي للجريمة.
وبين أن سبل الترويج المتعددة والخطيرة للمخدرات، دفعتنا لمواجهتها بحزم وفرض أشد العقوبات بحق المتعاملين والمتورطين فيها وإنفاذ القانون بحقهم من خلال أجهزتنا الأمنية المواكبة للتطورات الناشئة في هذا المجال واستخدام التكنولوجيا لمكافحة وتعقب وسائل التهريب وضبط مرتكبيها.
ولفت الفراية في هذا الإطار إلى التطورات التي تشهدها عملية تهريب المخدرات، واستخدام طرق وأدوات لم تكن مستخدمة في الماضي القريب بهذا الخصوص، ومنها
استخدام الطائرات المسيرة عن بعد، والتي نجح الأردن بفعالية في منع الكثير من محاولات التهريب من خلالها.
وبين أن وزراء الداخلية في العراق والأردن وسوريا ولبنان عقدوا أخيرا اجتماعاً تنسيقياً في عمان، مؤكدا أنه تم خلال الاجتماع التوافق على تأسيس خلية اتصال مشتركة لمتابعة المعلومات وتبادل الخبرات والتدريب وبناء القدرات، وزيادة مستوى التعاون لمواجهة هذه الآفة.
وقال"إن هذا جهد يمكن لمن يرغب من دول الجوار الانضمام إليه لمكافحة هذه الظاهرة بشكل أوسع"، مؤكدا أهمية إدامة التنسيق بين الدول العربية باعتباره الضامن لتحقيق والأمن والسلام لشعوبنا، وأن التحديات التي نواجهها كبيرة وسنتصدى لها بوحدة الصف والكلمة.
وكان الفراية عقد على هامش أعمال الدورة، لقاءات مع كل من نظيره الإماراتي سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، ونظيره البحريني الشيخ راشد بن عبد الله آل خليفة، تم خلالها
بحث التعاون الأمني وسبل تعزيز بين الأردن وكل من الإمارات والبحرين.
كما بحث الفراية، خلال اللقاءات، سبل التعاون بين وزارات الداخلية في كل من الأردن والإمارات والبحرين، وإدامة التنسيق وتبادل الخبرات، بما يعزز العمل العربي المتشرك.
ووضع الفراية نظيريه البحريني والإماراتي بصورة مخرجات الاجتماع الذي استضافته عمان لعدد من وزراء الداخلية العرب لبحث آفة المخدرات وسبل التصدي لمحاولات التهريب المتكررة للمخدات عبر الحدود.